الأربعاء، 25 مارس 2009

السينما ... العشق في جهنم !

ربما يصبح ما تعشقه هو ذاته ما يشقيك ، و ربما يشتد الشقاء حتي يشق قلبك خرقا و حرقا، و يحلق في سمائك كالشبح الرابض ، يملـؤها من ناره و نوره ، نوره الذي يغمر روحك و يسرق منك نفسك ، فلا تملك إلا إجابته طائعا و تصعد إليه في خشوع المؤمنين الموقنين و لا تعير للنار التي تضرم حولك بالا مهما أسجاك صهدها و أصلاك سعيرها وبالا
و كانت السينما عشقي ، الذي استولي علي طفلا و مراهقا ثم شابا ، ضحكة سعاد حسني ، فساتين صباح ، غمزة هند رستم و شعرها المسدل علي نصف وجهها ، دلع شادية و خفة صلاح ذو الفقار ، رقصة إيرما لادوس في" عفريت مراتي "، عوالم الثلاثية ، خلخال سمارة ، هويس "شيء من الخوف "، شمعة "لا أنام "، جنون "اسكندريه ليه" و أشياء أخري ، أطياف و رؤي تملكت وجداني و طاردتني ، فإذبي قد أمسكت نفسي متلبسا أكثر من مرة بينما أسير في الشوارع بين الناس و قد صنعت لنفسي عالم خاص و أسكنت روحي داخله ، من البشر و الشوارع أصنع كادرا ، أراه بعيني ، و أحيانا أري نفسي فيه و أسمع موسيقاه و قد صعدت إليه من وجداني ..
و كانت السينما شقائي ، فهذا الذي يلح بداخلي يصرخ و قد ضاق بحبسه ، هذا الجنون بالتلبس و التقمص، كائنات الخيال التي أراقصها و تراقصني علي موسيقي الروح و إيقاعات لا تنتهي للوجود ، أخلقها و أحلم بعزفها ، تلك الرغبة المستميتة في أن أوقف الزمان بيدي و أسرق منه قطعة تكون ملكي ، أخضعها لإرادة قلبي و أنفخ فيها من روحي ، هذا الشبق الأزلي الذي لن ينتهي إلا بنهياتي كفيل بأن يشقيني ، مادمت لم استطع أن أرضيه أو أرضيني !
فوفاءا لعشقي و هروبا من شقوتي ، أكتب هذه الصفحات .. أكتبها من نفسي ، خواطر تصنعها أصداء كل فيلم أشاهده ، تلهمني ، و تغني أيام حياتي ، أبيضها و أسودها ، تغنيها بكل الألوان !

هناك تعليق واحد:

  1. that's very brave of you. face your fears n maybe someday Ur dreams will be reality.

    ردحذف